حين تصبح السخرية والضحك هي المخرج الوحيد لكل ما نعيشه من أزمات متتالية، فيبقى أبلغ ما يعبر عن الواقع في نقد ساخر بدون كلمات هو رسم الكاريكاتير، ويعلو تأثيره على آلاف الكلمات وقدرته على التأثير في المجتمع أقوى من أي كلمة وصورة، ولكن في الفترة الحالية، قُيد رسم الكاريكاتير وأصبح فن غير حر يلتزم بالسياسة التحريرية للجريدة، واعتبره البعض سد مساحة فارغة في صفحات الجرائد، والبعض الآخر اعتبره مهنة يمكن أن يمتهنها أي شخص بمجرد الإلمام ببعض الخطوط العريضة لقواعد الرسم.
أجرى «اتفرج» حوار خاص مع سعيد أبو العينين، رسام الكاريكاتير بجريدة أخبار اليوم، ليتحدث عن ذلك الفن في كلمات، حيث قال أن المصريين بطبعهم شعب ساخر يحول أزماته لمواقف تستحق الضحك ويتجه في المقام الأول والأساسي، لرسومات الكاريكاتير بالجرائد مهما همش دوره البعض وحاولوا التقليل من قيمته وتأثيره.
وأضاف سعيد أبو العينين، أن هناك العديد ممن يرغبوا في تعلم واتقان رسم الكاريكاتير، ولكن هناك شروط يجب أن يتبعوها كي يتعلموه بإتقان، الأول هو أن يكون كثير الإطلاع على الأحداث اليومية والأخبار السياسية والفنية والرياضية ويكون متأثرًا بها ويملك موهبة التعبير عن رأيه بطريقة ساخرة إما من خلال الرسم أو من خلال التعليق على الرسمة بالداخل، والثاني هو أن يتابع رسومات الكاريكاتير لكبار الرسام، يتعلم منهم خطوات ويعلم نفسه بنفسه ولكن هناك ضرورة لمشاهدة رسامين متعددين حتى لا يتأثر بواحد منهم ويصبح نسخة مصغرة منه، فيجب أن يكون رسام الكاريكاتير ذو شخصية فنية مميزة تظهر في رسوماته، التي حين يشاهدها الجمهور يدرك من صاحب تلك الرسمة حتى وبدون كتابة اسمه عليها.
وأشار أبو العينين في لقاؤه مع «اتفرج»، أن فن الكاريكاتير قديمًا كان له جمهوره ومشجعيه الذين يقدروا الفن حق قدره، ويدركوا قيمته، وكان له التأثير البالغ في المجتمع وصوته مسموع بدون كلمات واستطاع في فترة التسعينات أن يقيل أحد الوزراء لقوة صوته وتأثيره بمجرد رسمه تحمل رأي صاحبها، أما الآن أصبح محجمًا بسياسة تحرير الجريدة ويمكن أن يقيل صاحب الرسمة نفسها بدلًا من إقالة الفاسدين.
▶http://www.itfarrag.com/
▶https://www.facebook.com/itfarragofficial
▶https://twitter.com/itfarrag
▶https://plus.google.com/+Itfarrag